ومن هنا: تظهر الحكمة في سرد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم لحديث المعراج لعائشة حينما قالت له: «أتقبلها وهي
ذات بعل»؟! أي: أراد صلى الله عليه وآله وسلم منها ان تثقف ما يفرضه عليها موقع
الزوجية من سيد الخلق وإلاّ كان يمكن أن يجيبها صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة
واحدة: وهي نعم، يمكن للأب أن يقبل ابنته وهي ذات بعل.
والحكمة الثانية التي يظهرها الحديث
أنّ السؤال لم يكن عرضياً وان لحن السؤال لا يليق بحضرته المقدسة مما دفعه إلى ذكر
حديث المعراج كاملاً ونقلها من هذه الأجواء والنظرة المادية إلى الأجواء الإيمانية
والنظرة الأخروية وانه وبضعته لا يقاس بهم أحد من الناس أجمعين.
المسألة الثانية: شجرة طوبى تحمل أصنافاً متعددة من
الفاكهة وأنها الأصل في خلق فاطمة عليها السلام
قد مرّ سابقاً في بيان صفة شجرة طوبى ما يشير إلى أنها (تنبت الحلي
والحلل)([323])،
ولقد تكررت هذه الإشارة أيضا في هذا الحديث دون ذكر اسم شجرة طوبى وهو قوله صلى
الله عليه وآله وسلم:
«فإذا
أنا بشجرة نور مكللة بالنور في أصلها ملكان يطويان الملل والحلل إلى يوم القيامة».