الشهيد من بني ناشرة

وبعد الجهد والعناء في البحث وجدت ـ وهذا ما أميل إليه ـ أنّ الشهيد الكربلائي ربّما يكون من بني ناشرة، لأنّه يلتقي معهم في جدّه الأكبر سعد بن ثعلبة، بينما الأبناء الآخرون يختلفون معه حتى بجده سعد هذا، فبعضهم ينتمي إلى مالك بن ثعلبة، وبعضهم إلى الحارث وهكذا. فمن المرجّح أن يكون أجداد الشهيد هم بني ناشرة دون غيرهم، والله أعلم بذلك في الواقع.

وقد يسألني أحدهم ويقول: ولم كل هذا العناء؟ أهناك ضرورة أن نعرف نسب الشهيد بكلّ دقّة؟ ألا تكفي الرجل مواقفه في كربلاء؟! فلماذا كلّ ذلك؟

وأجيب: أنّ هناك حاجة نفسية توجد عند كلّ من تتعلّق نفسه بالعظماء والكبراء والشخصيّات الفذّة أن يعرف عنها كلّ صغيرة وكبيرة، حتى ولو كان هذا الصغير لا يعني شيئاً عند الناس، ولكنّه يعني شيئاً كبيراً عند من تعلّق بهذه الشخصية.

وربّما ولأجل ذلك نجد أنّ وسائل الإعلام تسلّط الأضواء في بعض الأحايين على بعض الشخصيّات السياسية أو الفنيّة أو العلمية أو غيرها، حتى في طريقة الأكل والنوم والسفر واللبس وهكذا، بل حتى في أدقّ التفاصيل التي تتعلّق بهم، وهذا كلّه ناتج من أنّ الإنسان عندما يحبّ أحداً ويتعلّق به، خصوصاً اذا تحوّل هذا الإنسان إلى قدوة له في حياته، يحاول أن يعرف عنه كلّ شيء.

ومن هنا نقول إنّ معرفة النسب الحقيقي للشهيد الكربلائي وتتبّعه على وجه الدقّة،