responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 163

أولا: ينقل ابن سعد في الطبقات([309]) عن كردوس التغلبي، عن زوجة رسول الله’ أنّه سمعها قالت: «إنّ آل محمد لم يشبعوا ثلاثة أيّام متوالية من طعام برّ حتى مضى النبي إلى سبيله». وفي رواية أخرى «أنّه كان يأتي على آل محمد شهر لا نخبز فيه. قلت: يا أمّ المؤمنين، ممّا كان يأكل رسول الله؟ فقالت لنا: إنّما هو التمر والماء».

هكذا كان رسول الله وهكذا كان أهل بيته مثله، لأنّهم أكثر الناس معرفة به واتّباعاً له، كان رسول الله يجعل نفسه يعيش أدنى مستوى يمكن أن يعيشه إنسان مسلم في مجتمعه، فيواسيه بجوعه وعطشه، ولذلك نجد أنّ النبي قد حمل آلام الناس وآمالها لأنّه عاش معهم وعاش كلّ ما يحسّون ويشعرون به، فكان يتقطّع ألماً على كلّ فقير وجائع ومحتاج ومسكين ويتيم، ولقد قال في حقّ اليتيم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلى إبهامه وسبابته»([310]). وقد تعلّم أهل بيته ذلك منه، فقد ربّاهم المصطفى’ على هذا ودرجوا عليه، فخرجوا إلى الدين وهم أكثر الناس مواساةً وإحساناً للفقراء والجائعين، كانت العيون تنام وعيونهم ساهرة من أجل أن يوصلوا لقمة العيش لمن لا يملك خبزاً يسدّ به رمقه ورمق أولاده، ولا أراك تحتاج إلى ذكر قصص علي(علیه السلام) والحسن والحسين وزين العابدين وبقية الأئمة* في هذا المجال، والتي ملأت كتب الفريقين في خروجهم عليهم السلام ليلاً وحمل الأكياس المملوءة بالطعام إلى فقراء المدينة وغيرهم.


[309] ابن سعد في الطبقات: ص183.

[310] صحيح مسلم: ج14 ص247.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست