responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 164

فهذه الرواية من الشهيد الكربلائي تحملنا مسؤولية الشعور بالآخرين، وان لا نغمض جفوننا وحولنا أكباد جائعة تحنّ إلى لقمة من الخبز، وكذلك تحمّل المسؤولية الكبرى قائد الأمة وتدعوه إلى أن يعيش أحوال الفقير وآلامه؛ حينما ينظر اليه يشعر بالألم والحسرة، يستشعر الفقير أنّ هناك من يواسيه ويبذل الكثير من أجله، ولقد قال علي عليه السلام كلمته الرائعة حينما سأله الأحنف بن قيس حينما رآه قد ختم الكيس الذي فيه كسيرات من خبز الشعير: لم تختمه يا أمير المؤمنين؟ قال: «أخشى أن يضع عليه أحد هذين الغلامين الحسن والحسين شيئاً من السمن فقال: سيدي، أمحرّم عليكم هذا؟ قال: لا، ولكن هكذا ينبغي على أئمّة المسلمين أن يساووا ضعاف رعيّتهم حتى لا يتبيّغ بالفقير فقره».([311])

ثانياً: ينقل الدارمي في سننه([312]) قائلاً: أخبرنا يزيد بن هارون، حدّثنا شعيب عن كردوس عن عبد الله قال: «إنّ للقلوب لنشاطاً وإقبالاً، وإنّ لها لتولية وإدباراً، فحدّثوا الناس ما أقبلوا عليكم».

هذه الرواية التي رواها لنا الشهيد الكربلائي، عن صحابي مثله وعى مفاهيم الشريعة، وهضم أحاديث رسول الله، فأخذت تخرج من فمه كالدرر والجواهر، ففي الحديث قاعدة تربوية عظيمة المعاني والآثار في مجال التعليم والوعظ والإرشاد، حيث تشير إلى أنّ هذه القلوب التي تحملها تعيش إقبالاً على الله وتوجّها اليه، فتحصل نتيجة لذلك حالة نشاط وحيوية يعيشها ويشعر بها الإنسان،


[311] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج11 ص32.

[312] سنن الدارمي: ص448.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست