responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 158

مدى وعيه لهذا المبدأ ومدى تشخيصه لمصاديقه الخارجية بقوله: «إنّا ما تولّينا معاوية منذ تبرّأنا منه» وهذه إشارة إلى البراءة من الباطل ومن أهله والمنتسبين اليه حتى ولو رفعوا شعار الحقّ ظاهراً ليموّهوا على الناس.

ثم أشار بقوله «وما تبرّأنا من علي منذ أن تولّيناه» إلى مبدأ الولاية التي أُمرنا بالتمسّك بها مهما كانت الظروف والأحوال، لأنّ بها وفيها ومن خلالها يحفظ الإسلام والدين بمبادئه وقيمه التي أراد الله أن ينشرها بين الناس، وقد شخصت هذه الولاية من قبل الشهيد الكربلائي في صفّين بعلي بن أبي طالب ومن بعده بالحسن المجتبى ومن بعده بالحسين الشهيد بكربلاء حيث انتهت حياته بين يديه.

ثم يقول: «وإنّ قتلانا لشهداء» لأنّهم أصحاب الحقّ، وأصحاب الحقّ دائماً هم الشهداء عند ربّهم حتى لو لم يستشهدوا، فإنّهم الأبرار الصدّيقون.

ثمّ يؤكّد على حقيقة مهمّة وهي قوله «وإنّ علياً على بيّنة من ربّه» يعني أنّ علياً لم يتحرّك لهوى ولم يتحرّك بدوافع عصبية أو جاهلية أو لوجود حسّاسية بينه وبين معاوية، وإنّما هي مواقف الإسلام ومواقف الرسالة التي وقفها قبل علي رسول الله’ في تصدّيه للمشركين والمنافقين، ومصداقاً لقوله تعالى على لسان النبي’:

{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي} ([305]).

ومن ثم فإنّ حركة علي لا تريد لهذه الأمة إلاّ تحقيق العدالة وحفظ


[305] سورة هود، الآية: 28.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست