responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 157

طالب يجلس وفي ذلك الوقت بالذات وهو يرى التخاذل قد وصل إلى أعلى درجاته ممّا دعاه إلى الرضوخ للأمر الواقع فقد أكلت الحرب وأخذت الكثير، ولم يعودوا قادرين حتى على رفع السيف فضلاً عن المقاتلة به، وبعد أن جلس أمير المؤمنين متألّماً قام رؤساء القبائل، يقول ابن مزاحم، في قعة صفّين:

خطبة الشهيد كردوس في صفين

فأمّا ربيعة، وهي الجبهة العظمى، فقام نيابة عنها الشهيد الكربلائي العظيم كردوس بن هاني فقال: «أيّها الناس، إنّا والله ما تولّينا معاوية منذ تبرّأنا منه، ولا تبرّأنا من علي منذ توليناه، وإنّ قتلانا لشهداء وإن أحياءنا لأبرار، وإنّ علياً لعلى بيّنة من ربّه ما أحدث إلاّ الانصاف، وكلّ محقّ منصف، فمن سلّم له نجا ومن خالفه هلك»([304]).

وهذا النصّ الكريم من الشهيد الكربلائي يبيّن نقاطاً مهمّة في ظرف هامّ ومهمّ، حيث يتحدّث عن الولاء للحقّ والبراءة من الباطل، وإنّ هذا المفهوم العظيم قد اختمر في ذهنه وراح يطبّقه في حياته ضمن ما يرى من مصاديق، وها هو يرى الحقّ الذي يقول عنه رسول الله «علي مع الحقّ، والحقّ مع علي»، وينادي ويستغيث من أجل نصرته، فيقف إلى جانبه، ويرى الباطل متمثّلاً بمعاوية والذي جاء يريد أن يفتك، هو ومن قبله أبوه وبنوه من بعده، بالإسلام، بل ونبيّ الإسلام.

ويأبى الشهيد إلاّ أن يقف مع الحقّ ضدّ هذا الباطل، وقد كشف الشهيد عن


[304] وقعة صفّين لنصر بن مزاحم: ص485.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست