responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 156

مواقف الشهيد في صفّين

الموقف الأول: ونلمح للشهيد موقفاً عظيماً كبيراً يدلّ على وعي وبصيرة نافذين، حيث كانت الأمور واضحة والمحجّة بيّنة عنده، فنلمح له موقفاً في وقت عصيب في فتنة كبيرة، وذلك حينما رفعت المصاحف من قبل جيش معاوية بن أبي سفيان من خلال مكيدة عمرو بن العاص الشهيرة، وما أن رفعت المصاحف فوق الرماح حتى انقسم القوم إلى قسمين قسم ماجوا وقالوا: اكلتنا الحرب وقتلت الرجال، وقال قوم آخرون: نقاتل على ما قاتلناهم عليه بالأمس، ولكن كان أصحاب هذا القول هم الأقلّ، ثمّ رجعت حتى هذه القلّة عن قولها ومالت إلى الموادعة، وعندها قام أمير المؤمنين وقال: «إنّه لم يزل أمري معكم على ما أحبّ، إلى أن أخذت منكم الحرب، وقد والله أخذت منكم وتركت، وأخذت من عدوّكم فلم تترك، وإنّها فيهم أنكى وأنهك، ألا إنّي كنت بالأمس أمير المؤمنين، فأصبحت اليوم مأموراً، وكنت ناهياً فأصبحت منهيّاً، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون» فأيّ غيور لا يشعر في قلبه الحسرة والأسف حين سماعه لهذه الكلمات وهو يرى الشخصية الأولى بعد رسول الله’ تعيش كلّ هذا الحزن والإحباط بعد فشل مشروعه الكبير الذي أراد من خلاله حفظ كرامة الأمّة واسترداد عزّتها وهيبتها ومجدها، وإذا بها لا تقبل إلاّ الهوان ولا ترضى إلاّ بالذل وهي تجنح إلى السلام المهين مجبرة وقد مدّت يد الصلح إلى يد طالما قطعت أوصال الاسلام إربا إربا، وهم يعلمون ذلك، ولكن وياللأسف كانوا لا يحملون إرادة كافية تجعلهم يقفون موقف الصلب المدافع، واذا بعلي بن أبي

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست