responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البكاء على الحسين (ع) في مصادر الفريقين المؤلف : المطوري، حسن بن محمد بن جمعة    الجزء : 1  صفحة : 15

وضياء عينيه أو أن بصره ضعف ضعفاً شديداً وأشرف على الموت أو كاد أن يكون من الهالكين الموتى، والدليل على ذهاب أو ضعف بصره قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً}[10] وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً}[11] والأنبياء قد جعلهم الله سبحانه وتعالى مثلاً وأسوة وقدوة لكل البشر منزّهين عن فعل الحرام والمكروه والمذموم.

ولعل قائلاً يقول: إن هذا شيء جائز في شريعة يعقوب واتباعه لا يستلزم جوازه في شرعنا، فالجواب أن الحزن والبكاء ليس من قبيل المأكول والمشروب والطهارة والنجاسة أو نسكاً من المناسك العبادية، بل هو غريزة أوجدها الله في الإنسان فلا يعقل أنها جائزة حلال لقوم وحرام على آخرين، والأصل بقاء التشريع إلى أن يثبت خلافه.

ثانياً: ان الله سبحانه وتعالى قد ذم أقواماً بعدم بكاء السماء والأرض عليهم حيث يقول: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ}[12] لأنهم عاثوا في الأرض فساداً ولم تصعد لهم أعمال صالحة، فالسماء والأرض وما بينهما لا يبكون لموتهم، أما المؤمن الطيب فيعز فقده وفراقه على السماء وما أظلّت والأرض وما أقلّت وحق لهما أن تبكياه وتحزنا عليه لأنه ترك آثاراً صالحة.

ثالثاً: إن الله سبحانه وتعالى مدح وأثنى على أولئك الذين تفيض أعينهم من


[10] يوسف: 93.

[11] يوسف: 96.

[12] المائدة: 83.

اسم الکتاب : البكاء على الحسين (ع) في مصادر الفريقين المؤلف : المطوري، حسن بن محمد بن جمعة    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست