responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البكاء على الحسين (ع) في مصادر الفريقين المؤلف : المطوري، حسن بن محمد بن جمعة    الجزء : 1  صفحة : 14

والممثلين فلهم جمهورهم الذي يبكي عليهم والمرء مع من أحب، والطيور على أشكالها تقع.

وأخرى يكون هذا المحبوب الذي مات أو قتل وليّاً من أولياء الله سبحانه وتعالى ورمزاً من رموز التوحيد والعدل والإنسانية ومظهراً للقدس والطهارة والرحمة والإيثار، وعلماً ومناراً يهتدي به الأبرار والأخيار، وهذا هو محل كلامنا وموضوع بحثنا وهو البكاء على رمز ربّاني كهذا فنقول:

تطابقت كلمات الأصوليين جلهم إن لم نقل كلهم من العامة والخاصة على أن الأصل في الأشياء الجواز وعدم الحرمة إلا ما أخرجه الدليل، ولا دليل يذكر أو معتبر فيما نحن فيه من مسألة البكاء فالمسألة على طبق الأصل بل الندب والحث هو المتعيّن...

أولاً: فمن الكتاب أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بحزن يعقوب عليه السلام على يوسف حتّى أبيضت عيناه وذهب بصره من البكاء، ويعقوب نبي معصوم منزّه عن فعل الحرام بل المكروه، فقال عزّ وجل في بيان ذلك: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَينَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم}[7]، «قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ»[8]، «قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ»[9].

فأنت إذا تأملت الآيات الشريفة عرفت أن الحزن والبكاء قد ذهب ببصره


[7] يوسف: 84.

[8] يوسف: 85.

[9] يوسف: 86.

اسم الکتاب : البكاء على الحسين (ع) في مصادر الفريقين المؤلف : المطوري، حسن بن محمد بن جمعة    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست