رابعاً: مدح سبحانه وتعالى الباكين من
عباده الصالحين وأنّه سبب لزيادة الخشوع فقال عز اسمه: {وَيَخِرُّونَ لِلاَْذْقَانِ يَبْكُونَ
وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً}[15].
وقال سبحانه: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمنِ
خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}[16].
ولاشك أن البكاء رقة ولين وخشوع
ورحمة، ومن يتصف بهذه الصفات يملك قلباً مفعماً بالشعور والإحساس الطيب تجاه
الآخرين، أما جمود العين والقساوة والغلظة والفظاظة فهي صفات القلب المريض،
والآيات في هذا المجال كثيرة جداً كقوله تعالى في ذم المعاندين من اليهود: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ
بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً...}[17] وقال في ذمهم أيضاً ومن على
شاكلتهم «فَبِمَـا
نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً...»[18] فلذلك ترى من تمسّك بالعهود
والمواثيق التي أخذها الله ورسوله على الأمة كالوصية وبيعة الغدير وغيرها ترى
قلوبهم خاشعة وعيونهم دامعة لما جرى على النبي >صلّى الله عليه