responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 96

ولا يقاتلون في سبيله إلا حينما يكونون موحدين له، وكلما كان اعتقادهم بالتوحيد أصدق كلما كان بنيانهم أرص.

وهذه الحقيقة يمكن ملاحظتها من خلال ليلة عاشوراء حينما جمعهم الإمام الحسين عليه السلام وخاطبهم قائلاً:

(«أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.

أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خير الجزاء ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء ألا وقد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا»[69]).

فقال أخوته وأبناؤهم وأبناء عبد الله بن جعفر: لم نفعل لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك اليوم أبدا بدأهم بهذا القول العباس بن علي - عليه السلام - واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه، فقال الحسين عليه السلام:

«يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم»[70]).

قالوا: سبحان الله ما نقول للناس؟ نقول إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا بهم لا والله لا نفعل ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلنا أو


[69] الإرشاد للمفيد: ج2، ص91.

[70] المصدر نفسه.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست