اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن الجزء : 1 صفحة : 276
لا تدعو فقط إلى قتل الإمام الحسين عليه السلام وتوحد الجيش على هذا الهدف
وإنما تدعوا إلى التعرض إلى بنات علي بن أبي طالب عليه السلام، ولذلك أدركها
الإمام الحسين عليه السلام وأجهضها من الناحية الحربية والنفسية والعقدية بخطاب آخر؛
إذ القوم يقاتلون للآن على عقيدة الجاهلية في الانتقام ممن قتل الآباء والأبناء فخاطبهم
بلغتهم كي يكفهم عن التحرض للنساء فأرجعهم إلى النداء الذي اجتمعوا من حوله وهو
القومية والعشائرية.
فصاح بهم:
«يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن
لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وأرجعوا إلى أحسابكم
وأنسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون».
فناداه شمر بن ذي الجوشن:
ما تقول يا ابن فاطمة؟ قال:
«أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس
عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا».
ولا يخفى ما لهذا الفعل من آثار مستقبلية على الفكر الإنساني على مر العصور
لاسيما أصحاب الحمية والغيرة والرجولة، ومن ثم قد حققت نصراً في حربه ضد الفساد
وإحياء الضمائر وتحرير العقول من قيود الجاهلية والعبودية