للجهل والنفس والسلطة والمال والجاه فخلق الأحرار في العالم، ولذا كان من كناه المشهورة (أبو الأحرار).

ثانياً: عاشوراء تكشف عن التباين بين عقيدة المعسكرين في التوحيد والنبوة

إن دراسة النصوص التاريخية لمعركة عاشوراء ولاسيما فيما يتعلق بالجزء الأخير منها، أي: عند بدء خروج أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقتال وأبناء عمه أبي طالب واستشهادهم جميعا في الدفاع عن عقيدة التوحيد وحفظ حرمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحرمة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام بعد النص على أبيه وأخيه يرشد القارئ إلى تباين عقيدتين متضادتين في التوحيد والنبوة.

فضلاً عن هذا التباين فإن المساس بهم وقتالهم مع ما لهم من رحم ماسة بنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وتضافر النصوص القرآنية والنبوية في مودتهم وحفظهم وصونهم يعد جريمة عظمى لما يترتب عليها من آثار في هدم الإسلام وتقويضه؛ لا زال المسلمون يدفعون ضريبتها إلى يومنا هذا.

في المقابل:

تشهد المعركة مرحلة التعري العقدي وانكشاف حقيقة الفكر والقيم التي تحملها السلطة والأموية ورموزها مما شكل تصحيحاً لتبني المسلمين هذه العقيدة آنذاك، ممن كانوا يرون أن الإسلام ممثل بهذه السلطة ورموزها وأنها اكتسبت شرعيتها واستحقاقها في إدارة البلاد وسياسة العباد من خلال تمسكها بالقرآن والسنّة المحمدية.