رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمتلازمة بأهل بيته وذريته وإن انتهاك هذه الحرمة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مر التاريخ، عواقب لا يمكن تصحيحها أو التخفيف من آثارها.

ولذا: نجده عليه السلام حينما برز للقتال ولده علي الأكبر والذي يكنى بأبي الحسن، فإن أول أمر فعله الإمام الحسين عليه السلام وذكر الناس به وحذر منه هو حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ترشد إلى ذلك النصوص التاريخية.

فقد روى ابن أعثم الكوفي (المتوفى 314هـ) خروج علي بن الحسين عليهما السلام فقال:

(ثم تقدم من بعده علي بن الحسين - عليه السلام - وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة، فتقدم نحو القوم، ورفع الحسين شيبته نحو السماء، وقال:

«اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه القوم خلقاً وخلقاً ومنطقا برسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فامنعهم بركات الأرض، فإن متعتهم إلى حين ففرقهم تفريقاً، وأقطعهم قطعاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا».

قال: ثم صاح الحسين عليه السلام بعمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال:

«مالك قطع الله رحمك، ولا بارك لك في أمرك، وسلط عليك من بعدي من يذبحك على فراشك، كما قطعت رحمي، ولم تحفظ قرابتي من محمد صلى الله عليه وآله وسلم».