ثم رفع الحسين عليه السلام صوته وقرأ:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[238]))[239]).

ولا شك أن هذا التعامل الذي كشفه النص التاريخي في خروج علي الأكبر ترك أثراً فعالاً في تجنيد الفكر نحو القرآن والعترة النبوية.

باء: نظام قتال علي الأكبر عليه السلام في المعركة

أما طبيعة قتال علي بن الحسين عليهما السلام الملقب بالأكبر تفريقاً بينه وبين أخويه الآخرين اللذين سماهما الإمام الحسين عليه السلام بـ(علي) فقد رواها ابن أعثم الكوفي وغيره، فقال:

(ثم تقدم علي بن الحسين بن علي عليهما السلام، وهو يقول:

ثم حمل - عليه السلام - فلم يزل يقاتل حتى ضج أهل الشام من يده، ومن كثرة من قتل منهم؛ فرجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة، فقال:

يا أبة! العطش قد قتلني، وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة من الماء سبيل؟ قال: فبكى الحسين، ثم قال:

[238] سورة آل عمران، الآيتان: 33 - 34.

[239] الفتوح لابن أعثم الكوفي: ج5، ص114.