responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 61

فأغمضت كلّ تلك الجماعات عيونها، وأغلقت آذانها وتجاهلت بالكامل محنة الإمام الحسين وأهل بيت النبوّة، وأهل الكوفة هم وحدهم الذين كتبوا للإمام الحسين، وأرسلوا له رسلاً ودعوه لا ليحموه فحسب بل دعوه ليكون إماماً وقائداً لهم، وليس في ذلك غرابة، فالكوفة كانت عاصمة دولة الخلافة في زمن الإمام علي، والأكثرية الساحقة من أهل الكوفة عرفوا فضل علي خاصّة وأهل بيت النبوّة، وقارنوا بين حكم الإمام علي وسيرته وحكم الجبابرة وسيرهم، وأدركوا البون الشاسع بين هذين الخطّين من الحكم، فليس عجيباً بعد أن هلك معاوية أن يدركوا أنَّ الفرصة مؤاتية لإعادة الحقّ إلى أهله خاصّة بعد أن سمعوا امتناع الإمام الحسين عن البيعة وخروجه من المدينة وبحثه عن المأوى الآمن له ولأهل بيته. فالمعقول أن يصدّقهم الناس، والمعقول أيضاً أن يصدِّقهم الإمام الحسين، ثمّ إنَّه ليس أمام الحسين أيّ خيار آخر فإلى أين عساه أن يلجأ؟ وممَّن سيطلب الحماية والمنعة؟ والأهمّ أنَّ ثمانية عشر ألفاً من أهل الكوفة قد بايعوه فإن كانوا صادقين بالفعل، فإنَّ قائداً مثل الإمام الحسين له القدرة على أن يفتح بهم العالم كلّه!

وفكرة المؤامرة بإرسال الرسل والكتب، وفكرة الاختراق الأموي لعملية إرسال الرسل والكتب، لم تكن ببال عاقل!

إذن فإنَّ اختيار الإمام الحسين للكوفة كان اختياراً معقولاً في مثل ظروف الحسين، وخياراته المحدودة.

الإمام يقيم الحجّة قبل بدء القتال

لم يبدأ الإمام عليه السلام جيش الخلافة بالقتال قبل إقامة الحجّة عليهم كاملة، وقد سنحت عدَّة فرص لأصحاب الإمام للنيل من أعداء الله لكن الإمام منعهم من

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست