responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 62

ذلك. وقد صوَّر الكاتب كيفية إقامة الحجّة وأهمّيتها، فقال:

أحاط (الجيش الإسلامي!) بمعسكر الإمام الحسين إحاطة تامّة، وأشرفوا عليه إشرافاً كاملاً، فما من حركة يتحرَّكها الإمام أو أحد في معسكره إلاَّ ويشاهدها جيش الخلافة كلّه بوضوح تامّ، وما من كلمة يتلفَّظ بها الإمام أو أحد من معسكره إلاَّ ويسمعها جيش الخلافة! إنَّها حالة من الإحاطة التامّة!

إنَّه وإن كان ذلك الوضع من الناحية العسكرية كارثة محقّقة على الإمام الحسين وأهل بيت النبوّة ومن والاهم وأقام في معسكرهم، إلاَّ أنَّه من ناحية ثانية هو الوضع الأمثل لإقامة الحجّة على القوم قبل القتال، فإذا تكلَّم الإمام الحسين بذلك الوضع، فإنَّ بإمكان جيش الخلافة كلّه أن يسمع كلامه، فالجيش يحيط به من كلّ جانب، ولا يبعدون عنه إلاَّ بضع عشرات من الأمتار. فكأنَّ الله سبحانه وتعالى قد جمعهم على هذه الصورة ليمكّن الإمام الحسين من إقامة الحجّة عليهم تمهيداً لإنزال العذاب بهم.

تجاوز حدّ التصوّر والتصديق

اعتاد الكثير من الذين يمسكون بالقلم أن يسوّغوا للسلطات جرائمها، وأن ينتقدوا إضافة إلى ذلك الثوّار والأحرار الذين يقاومون الظلم ويجعلوهم السبب في المآسي التي يرتكبها الطغاة، والكاتب هنا يفعل العكس فينتقد السلطات ويبيّن جرائمها وعدم إمكانية تسويغها، ويمتدح أبا الأحرار الإمام الحسين عليه السلام ويبيّن خصائصه ومزاياه، وهذا هو الخطّ الصحيح لكلّ الكتّاب الذين يريدون أن يلتزموا الحياد والإنصاف في عرض الحقائق، يقول الكاتب:

عندما تستعرض بذهنك صور كثرة جيش الخلافة، وصور عدَّته واستعداداته وإمكانيات الدولة وطاقاتها التي تدعمه، ومكانتها في العالم السياسي المعاصر لها بوصفها

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست