responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 62

فمجال العقل الذي صودر بتمامه مع أنه يشتمل على بعض المبادئ التي لو انضمت إلى المنهج النقلي لكانت النتيجة أقرب للهدف المنشود في فهم المراد من النص القرآني, ترك فجوة بينة في المجال النظري والتطبيقي للتفسير.

ولعل الباعث إلى ظهور الاتجاه العقلي في التفسير هو الإحساس بأن النقل بعد ما انطوى على الموضوعات والإسرائيليات أصبح غيرَ موثوقٍ به, يضاف إلى ذلك الشعور بأن الجمود عليه لا يسد الحاجة في مواكبة التطور الفكري الحاصل، وما يرافقه من حاجة الناس إلى معان ومفاهيم جديدة تتناسب ومتطلبات الوضع الثقافي الجديد الذي أفرزه التلاقح الفكري والثقافي مع الأمم الأُخَر، وبروز ضرورات اجتماعية جديدة كان لها الأثر الواضح في صنع الحراك الفكري بنحو عام, مضافاً إلى الشعور بأن القرآن الكريم يدعو إلى التدبر والتفكر في آياته لاستنباط دقائق معانيه بما تنتظمه من أحكام وعبر.

إلا أن المنهج العقلي أخذ في بعض مناحيه جانباً من الإفراط, بإدخال التفسير بالرأي تحت عنوانه. وهذا من دواعي وقوف أصحاب المنهج النقلي بوجهه حفاظاً على قدسية النص القرآني, والالتزام بطريق التفسير النقلي الذي تتصدره السنة الشريفة.

يضاف إلى ذلك ما ينتج عن الابتعاد عن الاتجاه النقلي من فسح المجال أمام الاستحسان والقول في البيان التفسيري بما يراه المفسر من تأويل يتفق ونتاج العقل بإعمال القرائن العقلية, والمحكوم بأنه من قبيل التفسير بالرأي من غير علم[150], فإن التفسير بالرأي داخل تحت التفسير العقلي, إذ أن المفسر يُعْمِلَ عقله في فَهْمِ القرآن، والاستنباط منه، مستعملاً آلات الاجتهاد.


[150] - ينظر: محمد حسين الطباطبائي- الميزان في تفسير القرآن: 3/ 80 ومحمد حسين علي الصغير- المبادئ العامة لتفسير القرآن: 105.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست