وينتظم هذا الاتجاه التفسيري بطريقة
دراسة الأفكار والمبادئ العقلية. ويقوم بعضه على القواعد الفلسفية, أو جزئيات علم
المنطق، فيلتزم فيها بالحدود والرسوم في التعرف على المراد، والقياس والاستقراء في
الاستدلال, وينتظم أيضاً طريقة فهم مدلول النص بالرجوع إلى الوسائل والأدوات
العلمية التي تقوم على المبادئ العقلية، كاستعمال قواعد اللغة ومذاهب الفكر لفهم
مداليل النصوص القرآنية[147],
وكذا من إعمال القرائن العقلية التي تؤدي إلى الاستحسان العقلي, لذا يدخل تحت
التفسير العقلي - محط نظر البحث - التفسير بالرأي[148].
إذ أنه يرصد أي دلالة قرآنية من أجل أن يحاكمها بالمقارنة بينها وبين فكرة أو
دلالة ناتجة عن حقيقة علمية يقرها العقل, أو دلالة هي أجلى في آية أخرى, ليستنتج
من ذلك دلالة أخرى.
ولا شك أن القرآن أعطى للعقل دوراً
في عملية المعرفة، كما للحس والفطرة دوراً في عملية العلم والمعرفة, فالعقل والحس
أدوات لابد منها في العملية التفسيرية منظمة إلى النقل الصحيح, قال تعالى: