responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 164

الاختلاف في الترادف والاشتراك

اتسمت اللغة العربية بسعة التعبير, وكثرة المفردات وتنوع الدلالات فهي من أوسع اللغات ثروةً وأعلاها ذروة، فقد أُتيح للغة القرآن ما وسَّع من طرائق استعمالها في ما يرى من ظواهرها والحفاظ على خزائن مفرداتها، فقد حفظ القرآن هذه اللغة من الهجر والاندراس بما اشتمل عليه من اللطائف الدقيقة التي تفتح الآفاق للاستشراف لما في الكلمة الواحدة من المعاني، ولتتابع الكلمات على معنىً وما إلى ذلك من المترادفات والمتباينات, فلا غروَ لو قلنا أن العربية بلغت حدَّ الإعجاز بعد أن شرفها الله بالقرآن الكريم,...[428].

فالترادف لغةً من: (الردف: ماتبع شيئاً فهو ردفه، وإذا تتابع شيء خلف شيء فهو الترادف، والجميع: الردافى)[429].

واصطلاحاً - كما عن كتب علوم القرآن وكتب الأصوليين - : «الألفاظ المترادفة هي الألفاظ المفردة الدالة على مسمى واحد باعتبار واحد»[430], واختلفوا في وقوعه أصلاً وفي وقوعه في القرآن الكريم, فهناك أمور أفاد منها المفسرون كثيرًا، واختلفَتْ وجهات نظرهم في توجيه كثير من الآيات القرآنية تبعاً لذلك, فقد ذهب جماعة من العلماء إلى وجود الترادف في العربية وقالوا: لا معنى لإقامة البرهان على جوازه بعد تحقُّق وقوعه، وإنكارُ الترادف جاء من تَعَسُّفات الاشتقاقيين، وذهب آخرون إلى إنكار الترادف التام بين الألفاظ وأنَّ كلَّ ما يلوح باديَ الرأي أنه من المترادفات إنما


[428]- ينظر: صبحي الصالح: فقه اللغة /298, أقتبسه من خصائص اللغة المنسوب إلى الثعالبي (مخطوطة الظاهرية, تصوف/206).

[429] - الخليل: العين 8 / 22و ابن منظور: لسان العرب 9 /114.

[430] - الرازي-المحصول: 1/253وينظر: الزركشي-البرهان: 4/78والسيوطي- الإتقان:1/569 وج2/490.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست