وقد تسامح
أهل اللغة في عدّ السر والنجوى بمعنى واحد فقالوا: «النجوى: السر»[432], وأنه من المترادف, وهو «ما كان معناه واحداً وأسماؤه كثيرة، وهو ضد
المشترك، أخذاً من الترادف، الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كأن المعنى مركوب واللفظين
راكبان عليه، كالليث والأسد»[433].
واختلف فهم
المفسرين ومبناهم بين مثبت للترادف بين السر والنجوى وبين منكر له, وفصل آخرون
القول فيه, ويأتي البحث على نماذج من أقوالهم على النحو الآتي:
1 - المثبتون:
السر والنجوى بمعنى واحد.
أ - الطوسي
(ت460هـ), في أحد قوليه, حيث قال: «النجوى هو السر، فالوجه فيه ما ذكرنا من أن
عادة القوم تكرير المعنى بلفظين مختلفين»[434].
ب - السمعاني
(ت489هـ), حيث قال: «ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم" يعني: ما أضمروا
في قلوبهم»[435]. أي: في السر والنجوى.