responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 61

«اخفضوا من أصواتكم فإنه وإخوانه في هذا السواد وما أحب أن يسمعوا فيحزنوا على الحسين؛ على إن الحسين قد علم وفهم ذلك كله، وأخبره به جده رسول الله2».

ثم قبض قبضة من نشر دوحات كأنهن قضبان اللجين، فاشتمها ثم ردها في أيدينا وقال:

«لا تظنوا أنها من غزلان الدنيا، بل هي من غزلان الجنة، تعمر هذه البقعة وتؤنسها وتنثر فيها الطيب».

قال قيس بن سعد بن عبادة: كيف لنا بان نرسم هذه البقعة بأبصارنا، وهذا الليل بظلمته يمنعنا من ذلك؟. فقال لهم:

«هذا عسكرنا حائر لا يهتدي طريقه».

فقال له محمد بن أبي بكر: يا مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأين فضلك الكبير لا يدركنا؟ فانفرد أمير المؤمنين (علیه‌السلام) بجانب من البقعة، وصلى ركعتين، ودعا بدعوات، فإذا الشمس قد رجعت من مغربها فوقفت في كبد السماء، فهلل العسكر وكبروا وخر أكثرهم سجداً لله؛ ونظروا إلى البقعة وعرفوها وعلموا أين هي من الفرات، وهي كربلاء؛ ثم سار العسكر في الجادة وغربت الشمس[98].

إذن؛ هذه جملة من الأحاديث الواردة عن العترة النبوية صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تتجلى فيها الخصوصية المكانية لتربة كربلاء. وبدت من خلالها الحكمة في تفضيلها على أرض مكة، بل على جميع بقاع الأرض، وأن الله حفظ بمن تضمنته تربة كربلاء، وهو الإمام الحسين (علیه‌السلام) شريعة جده المصطفى(صلی‌الله‌علیه‌و‌آله‌و‌سلم).


[98] الهداية الكبرى: ص 121، ط مؤسسة البلاغ ــ بيروت.

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست