اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 188
ثالثا
تعريتهم من جميع الأعذار وبيان حقيقة قدومهم، أي استخراج الأفعى من
جحرها، وسوف يمر علينا من خلال أسلوب الإمام الحسين (علیهالسلام) في الحوار ــ وهو أسلوب
لا يمتلكه إلا من اختاره الله تعالى لدينه وشرعه ــ وكيف سيضطر هؤلاء إلى التكشير
عن أنيابهم ونفث سمومهم.
فهذا التدرج في إلقاء الحجة وتجريد
الآخر من ادّعاءاته وإظهار حقيقة نفسه وخلقه ثم دفعه إلى الإقرار والبوح بنيته
وظهوره بمظهره الحقيقي هو مما اختص الله تعالى به أهل هذا البيت (علیهمالسلام).
ولذا:
حينما أنكروا أنهم قد كتبوا إليه (علیهالسلام) جاءهم بما يجبرهم على
البوح بحقيقة أمرهم.
فقال (علیهالسلام):
«أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن
من الأرض؟»[283].
فقال له قيس بن الأشعث ــ وهو أحد
أبرز عصابة النفاق في الكوفة ــ: «أولا تنزل على حكم بني عمك؟ فإنهم لن يُروك إلا
ما تحب ولن يصل إليك منهم مكروه»[284].
سبحان الله، كيف نطق أحد أعضاء المؤامرة
بالبوح صراحة عن خطتهم