إن مما يدعو إلى الالتفات ويثير التساؤل هو أن أكثر اُمَّهات الأئمة* جوار من غير العرب، فأم كل من السجاد
والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والحجة* اُمَّهات أولاد، وقعن في الأسر،
واقترن بهنّ الأئمة*, مع
أنّه لا يغيب عن بالنا ما يجري في سوق العبيد والجواري، مضافاً إلى أن مسألة
الإمامة ليست من المسائل العادية، فإنّها تستوجب الحيطة والحذر في كل ما يرتبط
بولادة الإمام المعصوم علیه السلام وتربيته ونشأته، وكما أنّ الأب ينبغي أن يكون في أعلى
درجات الكمال الممكن، فكذلك الأم وعلى ذلك قامت الأدلة. وهذا البحث جدير بالعناية
والدراسة.
والسؤال الذي يواجهنا, هو ما هو السر في اختيار الأئمة للجواري من دون
الحرائر العربيات من البيوتات الرفيعة ذات المنزلة الاجتماعية؟
ولماذا يقترن الأئمة* بالجواري ليلدن لهم أفضل الأولاد والبنات؟
وللإجابة عن ذلك لابد أن نسلط الأضواء على بعض المفاهيم العامة والركائز
الأساسية ذات الصلة بما نحن فيه لنخرج من خلالها بما يرفع الغموض والإبهام عن هذه
المسألة.
والذي يظهر من خلال دراسة بعض المفاهيم العامة والقواعد الأساسية أن وراء
اختيار الأئمة* الجواري أسباباً أهمها
ثلاثة.