السجاد علیه السلام اُمَّهاتهم إماء, نعم إنّ الزواج بالإماء إنما يجوز لمن يعاني من ضغط شديد بسبب شدة غلبة الغريزة الجنسية عليه ولم يكن قادراً على التزوج بالحرائر من النساء، وعلى هذا الأساس لا يجوز الزواج بالإماء لغير هذه الطائفة.

فيمكن أن تكون فلسفة هذا الحكم في أن الإماء خاصة في تلك العهود لم يحظن بتربية جيدة، ولهذا كنّ يعانين من نواقص خلقية ونفسية وعاطفية، ومن الطبيعي أن يتخذ الأطفال المتولدون من هذا الزواج صفة الاُمَّهات ويكتسبوا خصوصياتهن الخلقية، ولهذا السبب طرح الإسلام طريقة دقيقة لتحرير العبيد تدريجاً حتى لا يبتلوا بهذا المصير السيئ، وفي نفس الوقت فسح للأرقاء أنفسهم أن يتزوجوا فيما بينهم.

والجواب

هذا الموضوع لا يتنافى مع وضع بعض الإماء اللائي حظين بوضع استثنائي وخاص من الناحية الخلقية والتربوية وغيرهما، فالحكم المذكور أعلاه يرتبط بأغلبية الإماء، وكون بعض اُمَّهات الأئمة من أهل البيت النبوي* من الإماء هو من هذه الجهة كما سيتضح.

وأمّا الظروف السياسية والاجتماعية التي ألجئتها الى هذا الحال من الأسر والرق لا يقلل من شأنها ولا يؤثر في ذاتها وكيانها بل تبقى بكمالها وبعدها المعنوي, وربما تكون هذه الظروف الأليمة التي واجهتها سبباً في اعدادها وترقيها, إضافة إلى حفظها من أيدي الغاشمين.