حازت هذه السيدة الجليلة بهذه المفخرة العظيمة حتى
أصبحت وعاءً وأمّاً للإمام المعصوم علیه السلام , وهذا مما لا يتسنى لكل امرأة إلا أنّ تُصطفى
وتُعد من قبل السماء, حتى تكون الوعاء السالم والصالح المناسب لهذا المخلوق
العظيم, وهذا الحكم من الاصطفاء والإعداد الإلهي لا يجب في مجرد الزوجة, حيث إنّ
الأُم تختلف عن الزوجة بشكل جوهري ولذلك ذكر القرآن أنّ هناك زوجات لبعض الأنبياء*
كُنَّ خائنات في عدم تمسكهن بخط النبوة والهدي الإلهي, كما جاء في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ
وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا
النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [589], مع أنّه لم
نجد أي انحراف أو غيره لأُم من الأنبياء أو الأوصياء بل نجد العكس من أنّها قد أُعدت
من الناحية الروحية والنفسية والجسدية كي تكون وعاءً صالحاً لأشرف مخلوقات أهل
زمانه, وربما السبب في ذلك لأنّ للأُم أثراً تكوينياً على الجنين بخلاف مجرد
الزوجة فإنّها لا تؤثر تكويناً على الزوج ولا يلزم من انحرافها آثارٌ سلبية
تكوينية على الزوج وإنما يرجع عليها فقط, أمّا الأم الكافرة والملوثة أو حتى
الضعيفة روحياً ومعنوياً ترجع بآثارها على جنينها وأسرتها, فشرط الطهارة والنقاء
في اُمَّهات الأنبياء والأئمة أمر ثابت ولا غبار عليه بخلاف زوجاتهم*, وعندما