responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 443

الله، وجبروت الله، وحتى لا تقع ساجدة لعدو الله.

ثانيا: المؤمن الذي يتمتع برؤية كونية ثابتة، ونظرة إيمانية متأصلة، ويقين بالله وباليوم الآخر، وتقييم دقيق لوزن الدنيا والآخرة، والذي يرى النهايات والمصائر هو الذي لا يرى في تقلّب الذين كفروا في البلاد شيئاً كبيراً، ولا وزناً ثقيلًا ولا نعمة يغبط عليها، وهي تعقب النار، وتذهب سريعاً ليحل محلها مهاد وهو بئس المهاد، وعذاب هو أشد العذاب.

ثالثاً: وكيف ينسى هذا الإنسان جبروت ربه، ويغفل حاكميته وقهره، وبطشه وأخذه، وملكه ونعمائه وافتقار الأشياء إليه، وتقوّمها بعطاء رحمته، ويملك عليه كلّ نفس ظهور عابر، ونصر عاجل، يسجّل هنا أو هناك، وسلطان محدود متزلزل لهذا أو ذاك؟! انه جهل الإنسان، غفلته، انخداعه، اغتراره، وأنها وسائل المكر والخديعة والتظليل والتهويل وتصغير الكبير وتكبير الصغير. النصر الذي قد يأتي في ظروف معينة للكفر يمكن أن يأتي في ظروف أخرى للإسلام، الكفر يأخذ بأسباب من أسباب القوة التي أمر الله بها، فيمتنع ويعز في دنياه، ويغلب وينتصر، والمسلمون حين يفرّطون في الأخذ في الأسباب المدفوعين إليها من قبل الله سبحانه وتعالى، يقعون في الهزيمة. اطلبوا أسباب القوًة أيها المسلمون، أسباب العزّة، (أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله) ابنوا أنفسكم علمياً، ابنوا أنفسكم إراداياً، ابنوا أنفسكم في كل أبعادها، تحركوا خطّطوا، التفوا حول قيادة رشيدة، اطلبوا كل أسباب الاجتماع المتين والتماسك، تحتلون الموقع الأول من بين الأمم، تنجون من مثل هذه الظروف التي تهز الثقة، التي تقلّل الإيمان بالإسلام، بعظمة الإسلام، بفعالية الإسلام، بقدرته على تحقيق النصر واعطائه الريادة لكم من بين كل الأمم.

لا مقايسة بين متاع الدنيا ونعيم الآخرة

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست