responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 442

أولًا: تقلّب الذين كفروا في البلاد يغرّهم- ويغرّ عدداً من المؤمنين العاملين- ويغرّ الجماهير المسلمة العامة، وهو سبب فتنة وانقلاب في الفكر والشعور، وتراجع في الموقف العملي. إن الانتصارات التي يحققها الكفر في الساحة العالمية، وفي الساحة الإسلامية، لها مردودات نفسية خطيرة، حين لا تكون يقظة، وحين لا يكون وعي، وحين لا يكون انشداد بالله، أما القلوب المؤمنة المطمئنة، فهي لا ترى إلا فاعلية الله، ولا ترى في هذا الكون إلا هيمنة الله، وتعرف أن كل جند من جند الأرض إنما هم جند مهزول مهزوم لإرادة الله سبحانه وتعالى، وان شيئاً في الأرض لا يمكن أن يتم إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى، وإذا وقع شر في الأرض على المسلمين فهو بمقدمات من فعل أنفسهم وبحسب حاكمية القوانين الاجتماعية التي كتبها الله سبحانه وتعالى على هذا الإنسان في اجتماعه. نعم هذه الانتصارات التي يمكن أن تتحقق على وجه الأرض على يد الكفر، تعطي للكفر انتفاخاً وانتفاشاً أكبر، وتريه أنه الرب الفاعل، وأنه القوة التي لا يمكن أن تواجه، فيزيده ذلك طغيانا، وإدباراً عن الله سبحانه وتعالى، وتمادياً في الظلم والبطش والفتك. ومن جهة أخرى وفي دائرة المؤمنين العاملين، إذا لم تكن لهم من التربية الإسلامية ومن الارتباط بالله سبحانه وتعالى ما يكفي حماية ووقاية، فان شعوراً سلبياً يغزو أفئدتهم في هذا الظرف، وربما سبّب لهم الفتور والتراجع في الحركة، ذلك من وحي شيطاني يترتب على مثل هذه الأسباب. ولذلك لابد من دوام ذكر الله سبحانه وتعالى وانشغال النفس بالنظر إلى جبروته وعظمته، وآثار ذلك في النفس والآفاق، من أجل أن يصغر كل شئ في النفس أمام عظمة الله سبحانه وتعالى، وألا لكان الإنسان قريباً من الشرك وخسارة الإيمان.

أما القواعد المؤمنة العامة فهي أكثر تأثراً بمثل هذه الأحداث، وعلى المبلّغين والدعاة أن يعالجوا سلبية هذا الشعور، حين الأزمات وأن يعطوا ضخّاً إيمانيا كبيراً، وزخماً إيمانياً فاعلًا بالنفوس، نفوس الجماهير المؤمنة من أجل أن لا تلتفت إلا إلى عظمة الله، وفاعلية

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست