responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 444

الآية الكريمة تضع كل الانتصارات الدنيوية، والبذخ الدنيوي، والمكاسب العاجلة، في حجمها الطبيعي، وهو حجم صغير متاع قليل بالقياس إلى النعيم الأخروي. ان الحياة الدنيا كلها جولة صغيرة، ودورة سريعة، عابرة وهي شئ لا يذكر أمام ما يعقب لذاتها الضئيلة من عذاب طويل مقيم. لا يتوقف بك الحدث الدنيوي عنده، فلتكن رؤيتك دائماً كونية، ولتكن رؤياك دائماً ممتدة، ولترمي ببصرك إلى بعيد ولتنظر إلى دول كأمريكا، وأقوى من أمريكا عرفها التاريخ، وتحولت إلى صفر، كل هذه الانتصارات، وكل هذه الهزائم، كل الغنى والفقر، سيعقبه أمر آخر. أرضك هذه ستنسف نسفاً، جبالك الراسيات ستندك دكاً بحارك هذه ستنفجر تفجراً، سماؤك هذه ستتغير، أي بناء على يد الإنسان سيبقى بعد أن يأتي الزلزال الكوني الهائل المدمر الذي يبعثر كل شئ مما كان الإنسان يرى أن استناده إليه واتكائه عليه وأن حياته به؟! يرى حين ذاك أن لا اله إلا الله حقاً حقا صدقاً صدقا. فلتكن لنا هذه الرؤية البعيدة الفسيحة الممتدة حتى لا نقع في خداع الأحداث الصغيرة وحتى لا تستوعبنا دوائر الحدث الضئيل فنفقد الوعي ونفقد البصيرة، ونفقد الموقف الإيماني الصائب، حين أرى الحياة بحجمها، الدنيا بحجمها، حين أرى للآخرة حجماً، حين أرى الإنسان وكل فاعلياته، موجوداً صغيراً مملوكاً لله، تأتيه لحظة الموت بلا إرادة تسقط عندي عظمة الإنسان، ويسقط وزن جبروته وكبريائه، إنها الجبروت الموهومة والكبرياء الكاذبة المزعومة.

اللهم صل على محمد وآل محمد وارنا الحق فنتبعه، وأرنا الباطل باطلًا فنجتنبه، ولا تجعلنا ممن يشرك بك أحداً، أو يبتغي عنك حولا، اللهم وأسلك بنا صراطك المستقيم، ولا تجعلنا على جرف هار فينهار بنا في جهنم، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وأهلينا ومن علّمنا علماً يقرّبنا إليك وترضى به عنّا ومن أحسن إلينا، ومن عفى عنا، وإخواننا وأخواتنا المؤمنين والمؤمنات أجمعين.

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست