responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 440

المستكبر جهلًا، والمستعلي زوراً. هناك علاقة بين الله وبين الإنسان هي علاقة افتقار محض من قبل الإنسان، علاقة استعطاء، استرفاد، حاجة مستمرة. وعلاقة عطاء، غنى، إرفاد دائم ومستمر من قبل الله سبحانه وتعالى، هذه العلاقة بطبيعتها وبموجبها لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن الله، عظمته، حقه سبحانه وتعالى، جلاله وجماله لحظة، لكن وسائل في الأرض من هوى النفس ومن تغرير الدنيا، ومن عبث الشيطان، وجند الشيطان، تستطيع أن تصرف هذا الإنسان عن الله سبحانه وتعالى.

غرور العبد كشف لفاعلية وسائل التغرير

ثانياً: إذا حصل الغرور من العبد بالله، ربه ومالكه مع ذلك كله .. مع هذه العلاقة التي لا تسمح بالغفلة أبداً، كشف عن الفاعلية الكبيرة لوسائل الخداع والتغرير، التي تواجه الإنسان في داخله ومن خارجه، وما تتطلبه سلامة المرء من شدة احتراس واستعانة بالله الكريم.

فأنا حتى لا أغفل حتى لا أقع في خداع الشيطان، في حبائل القوى الشيطانية، لابد من الاعتماد على الله، من الاستعانة بالله. الإنسان ليس في وجوده فقط وإنما في موقفه، في خواطره، في هادفيته، في كل أمر من أموره هو محتاج إلى اللجأ إلى الله، والاعتماد عليه سبحانه وتعالى.

ثالثاً: إذا كان الإنسان في موضوع علاقته بربه الكريم وهي علاقة الاعتماد الكامل من العبد على الرب يقع في الغفلة والانخداع ونسيان عظمة الله ونعمته وجبروته، إذاً فهو أضعف في الموضوعات الأخرى وأقرب إلى الوقوع في حبائل الغرور ... فيما يمسه من مصالح دنيوية ... من صداقة، من عداوة، من ترتيب مواقف. إننا معرّضون دائماً للانخداع، ووسائلُ الخداع قد كبرت إلى الحد الكبير، وتجاوزت مقدور كل الذين لا يعطون من أنفسهم التأمل في وجودهم، في بدايتهم، في مصيرهم، في تقلبات أحوالهم. الإنسان لو غفل لحظة عن‌

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست