الفرض الثالث:

وهو الحوار والتفاهم مع صدق النيّة للتوصل إلى حلٍّ مُريح للأوطان شعوباً وحكومات معاً. وهو فرض يهزأ به كثير من السلطات اغتراراً باختلاف ميزان القوّة في العادة بين الشعوب والحكومات، وهو اغترار كثيراً ما أدّى إلى الأسف وعدم قدرة صاحبه على التدارك.

والساحة العربية تؤدي شهادة بقوة على مستوى الواقع بأنَّ أيّ فرض آخر تأخذ به السلطات في كل مواضع الصراع التي شهدت حدّة بالغة، وأسقطت كيانات، وأقامت الأحداث التي رافقتها كيانات أخرى مكانها، بأنَّ أيّ أسلوب بديل لم يعط انتصاراً للسلطات السابقة، ولا تمكّناً ولا استقراراً للكيانات الجديدة ولم يُنه صراعاً، ولم يُطفِ ناراً، ولم يحل مشكلة وطن.

وأسلوب الحوار هو الأسلوب الذي لا زال كثير من السلطات يستكبر عليه، ويدير وجهه عنه، أو يتخذه وسيلة للمماطلة تفتيشاً عن فرصة لضربة قاصمة وظروف مواتية لارتكاب أكبر العنف في تصفية المعارضة والمعارضين، وإذ أذعنت سلطة من السلطات لأسلوب الحوار لا تذعن إليه إلا في الظروف الإضطرارية القاهرة، وبعد فوات الأوان في الغالب.

الآن أيّاً من الفروض الثلاثة، والأساليب الثلاثة تستحقه المعارضة في البحرين والتي تَقدَّم وصف ما هي عليه، وما عليه‌