والتصميم على الخير، وتحمُّل كلفة الطريق من ذات الشوكة، مع توفيق وتيسير على مستوى المقدّمات والأسباب في حركة الخارج.

أمّا المواقف العملاقة في الخارج ممّا تشيده الجهود المضنية للإنسان، ومواصلة طريق العطاء والبذل، ومضاعفة الكدح من أجل خير الحياة وتقدّم المجتمعات؛ فهو أثر للانتصار في معركة الداخل. وإنّ حجم المواقف في الخارج، وخلوصها من نيّة السوء والتطلّع لما في يد الآخرين، فحجمه من حجم تفوّق الروح الإيمانية وتفتّحها واشتدادها، واستمراره باستمرار هذا التفوّق والتفتح والاشتداد.

والنفس التي تعزم وتحزم وتجزم متوثبةً لفعل الخير متوجهةً إلى اللّه سبحانه يكفيها هذا الإخلاص والجدّ في داخلها لأن تتقدم خطوات ثابتة وموفّقة على طريق النموّ والزكاة، وتتوفر على مردود فعلي من الانشداد، وبدرجة أكبر بخطّ اللّه، وأن تكسب طهراً مضافا، وشدة أقوى في الحقِّ؛ وإن لم يتمّ لها العمل الجوارحي لغلبة الموانع في الخارج، ذلك لأنّ ما به بناء الذات، وهو هيمنة القوى الخيّرة فيها في مواقع القرار قد حصل، وإن كان في المعاناة الخارجية ومعالجة الامور الصعبة ومكابدتها زيادة