responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 78

العبودية وتذلّلها وتزلُّفها وخضوعها لعزِّ الربوبية. ومن طلب الوسيلة إلى اللّه، وجاهد فيه كما أمر، واتّبع السبيل التي هي أوضح هدي، ووجد اللّه كالئه وحاميه وطبيبه وأنيسه؛ فكان الفوز والفلاح والسعادة.

فالنفس التي تعيش المجاهدة حقاًّ في داخلها، وتجسِّد الاستكانة وذلَّ العبودية لربّها، فتخلو من غير اللّه للّه، تتخلص من القبح والشحّ والضعف والهوى والهوان، ومن كلّ عوامل الانحطاط واليأس والقنوط، والخمول والكسل، والخوف والقلق والحزن على الدنيا، فتقوى وتكبر وتعزّ وتأمل وتنشط وتهنأ وتلذّ وتسعد. ومن شأن هذه النفس بهذا المحتوى الإيجابي الضخم أن ينطلق صاحبها في حركة الحياة في الخارج فعلًا جهادياً متّصلا، وبذلًا سخياًّ وعطاءً كريما، وتغييراً إيجابياًّ، وتصحيحاً وإعماراً، وتطويراً صالحا، وعلماً هادياً، وعملًا نافعاً.

فواقع الحركة الجهادية التي تخوضها النفس هو مواجهتها لعوامل الضعف والجهل والزيغ في داخلها ممّا يغرزه الداخل، أو تتلقاه من الخارج، وما تبذله على الطريق إلى اللّه من مقاومة لتلك العوامل تستوجب به من ألطاف ربّها ورحمته وعنايته الخاصّة، ما يحقق لها النصر والتفوّق على مستوى الإدراك والشعور والعزيمة

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست