responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 77

الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [1].

فإذا كان المبتغى هو السعادة فإنّ تحققها بأكبر معاينها وأرفع درجاتها إنّما يتم بمعرفة اللّه سبحانه بأقصى ما يمكن أن يتأتى للقلب المحدود- على اختلاف الضيق والسعة في أفراده، والتفاوت في قابليات سموّها- من معرفة اللامحدود، والتخلّق بخلقه. وهي المعرفة التي يتحملها روح الإيمان، والتخلّق الذي يصوغ الإنسان كاملًا ما اتَّسمت ذاته للكمال، مطمئناً، سديداً خيّراً معطاءً دائماً يكتنف حياته الأنس والرضى، وتغمره السعادة، ويزخر بالرجاء العريض، والأمل الكبير، ممّا يحقّ ويصدق .. لا الرجاء الكاذب والأمل السراب الذي يعقب إحباطاً وحسرة، ويتحوّل إلى يأس كالح، وتشاؤم مقيت.

والطريق إلى تلك المعرفة، وتلك السعادة يمرّ عبر مجاهدة النفس لكلّ سوء يصدّ عن ذكر اللّه، وكلّ خبث يحجب عن رؤيته، ويُسقط القلب عن مقام مناجاته، ونعمة الاتصال به. وإنّ المجاهدة لكلّ ما تحدّث به وسوسة الداخل، وتضليلُ الخارج، والتعلقُّ باللّه سبحانه، والاستمساك بحبله المتين لهو ابتغاء الوسيلة ... وسيلة


[1] المائدة: 35.

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست