ويزيد من قدرة السموّ، والتحرّر ممّا يحبس الملايين من الناس في قفص الهمّ المادي الخانق، وزنزانة الأرض العفنة، ويعيق الروح الإنسانية الكريمة عن التقدّم والانطلاق.

فهذه قيمة عالية، ومردود ضخم للعمل الصالح، تحقّقه روح الإيمان والغيب، وهي تمارس عمليّاً قوّة الدفع الفعلي لسائر قوى وآليات المركب البشري ببعده الإنساني، والبعد الآخر على طريق مرضاة اللّه؛ فيكون لها التفوّق المتجدّد كلّما مارست ذلك على ما قد يكون قد تبقى من عوامل الانحطاط والتخلّف والوهن، التي قد تثيرها شهوات البدن والأجواء البيئية الفاسدة المتردية، ويكون لها الظهور والشفافية والتبلور، والقدرة الأشدّ على الانطلاق في مسارات النور والهدى والكمال والحبور.

ومع استمرار الانتصار والتفوّق لروح الإيمان- الروح الأكثر شفافية من بين مراتب الروح في الإنسان- تضمر مقاومة الجبهة الاخرى، وتؤدي الانتصارات المتوالية لتلك الروح من خلال ما تعبّر عنه من مواقف الصمود والعبور للمساحات الملغومة بالأوهام والأضاليل، من إثارة داخل الإنسان وخارجه إلى اشتداد شعلة الإيمان، وارتفاع مستوى الرؤية للحقّ والحقيقة، واتساع الآفاق‌