الكمال الذي انبهرت به، وحركة تقدميّة في المضمون الأعلى في الإنسان، قبل أن يكون حركة لجارحة أو أكثر من الجوارح. إنّه يمثّل تجاوزاً من هذه الروح النورانية الطاهرة، في رحلة الذات الإنسانية الصاعدة، لكلّ العوائق والمثبطات والإغواءات والإغراءات والتهديدات والتوعدات التي قد ترتدُّ بعزائم الخير والرقي عن الخطو والعبور، ممّا تفتعله وتثيره العوامل المضادّة لنهضة الذات وسيرها التكاملي من داخل الإنسان وخارجه، وهذه يعني أنّ ماهو بالقوّة من قدرة النمو والزكاة والرقي والتكامل في هذه الروح الشريفة التي يقاس إليها مستوى الإنسان قد تجاوز مرحلة القوّة إلى الفعل.

فإنّ كلّ عمل صالح تنجزه هذه الروح من منطلق عشقها للّه، والاستجابة لإرادته، متجاوزة لتحدّيات الأرض، ونداء التقاعس والانشداد إلى الرغائب المادية والراحة البدنية، التي تثيره الروح الحيوانية في الإنسان لتخفّف به بدرجة جديدة، من ثقلة الأرض، وتتحرّر تحرّراً إضافيا من مدار جاذبيتها؛ لتعيش وعي الملأ الأعلى ورؤيته، وشعوره وانطلاقته، ومعنويته، ورشده، وانسه بمرتبة فوق مالها من مراتب، ودرجة أعلى بما كان لها من درجات، ممّا يلهب الشوق أكثر إلى الكمال،