responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 35

على أن لا يكون له من تمدّد الثروات والغنى الفاحش، ويبطره ويلهيه عن الغاية القصوى من معرفة اللّه وعبادته، ويجعله ركّاضاً وراء سراب العزّة والعظمة والخلود الكاذب في المال، ومظاهر الزينة السطحية، ومستنقع الشهوات.

وقد يأتي تدفّق في النِعم استدراجاً لا رحمة لقوم لا يفقهون‌ (أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ* نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) [1] كما قد يأتي النقص فتنة ودرساً من دروس الواقع المرّ لتتجلّى من خلاله الأحجام والأوزان، وتنكشف لذاتها ولغيرها الذوات في مجتمع الإنسان: (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [2].

وهاتان ظاهرتان تكوينيتان تحدثان بتقدير إلهي حكيم تأديباً، أو تربية حسب مقتضيات أوضاع المجتمع البشري في الحكمة الإلهية المتعالية، والتحوّلات التي تعرض عليه من انحراف عن خط اللّه عمداً أو غفلة انحرافاً يمسُّ التصورات والمشاعر والتوجهات وأنماط السلوك والتعامل. وهذا الدرس التكويني أو ذاك إنّما يعمل على ردّ المجتمع البشري لما يستهدفه النظام‌


[1] سورة المؤمنون: 55- 56.

[2] سورة البقرة: 155.

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست