responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 13

والقلوب الملهمات إذا أفعمت به الذات الإنسانية وجدت من لذّة الحياة، وعذوبة الوجود، وسموّ المعنى مما لا تبلغه الكلمة، ولا يحوم حوله الحرف ما يواقع بها كنه السعادة، ويسقيها من كأسها المترعة جمالًا وجلالًا وغبطة وحبوراً ما به رواء دائم، وبهجة لا تنقطع.

والسعادة بهذا المعنى لها آفاق وآفاق، ولا تقف بها المديات إلا من خلال محدودية الإنسان، وما يمكن أن يصل إليه تحليقه وتبلغه انطلاقته، التي لابد أن تكون محدودة بمحدوديته وإن اتّسع لها إطار، وامتدَّ منها مدى، وسما بها افق.

وبرغم أن بابها مفتوح للسائرين، إلا أن المحظوظ بالعروج إلى أقرب آفاقها قليل‌ (وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [1]. أما البالغ إلى بعيد من تلك الآفاق فهم في الناس صفوةٌ أقل القليل‌ (وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ) [2].

ومن شأن هذه النظرة إلى السعادة أن ترتفع بمن يعيشونها عن الذوبان في صراعات الأرض وإن خاضوها من أجل اللّه، وتنقذهم من سباق على الدنيا لها لا تمكيناً


[1] سورة يوسف: 103.

[2] يوسف: 106.

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست