responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154

كفاءة علمية وأمانة «... إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ...» شديد الحفظ، شديد الأمانة، و شديد العلم، و العلم المناسب هنا هو علم الاقتصاد. العلم الذي يفيد لتسلم أمانة المال و إدائرة خزانة الدولة، و حمل الحقيبة الاقتصادية هو أي علم؟ ليس علم القيم و علم الأحكام الشرعية فحسب و إنما علم الاقتصاد كذلك.

وكان التمكين من الله سبحانه لنبيه في الأرض أجراً لوفائه بعهد ربه وإحسانه. وهذا التمكين رحمةٌ من الله وهو قوةٌ يسعى الدين لتوفّر المؤمنين عليها ويقدّم منهجاً ناجحاً لتحقيقها. وأي قوةٍ، وأي غنىً وفرصٍ عريضة في الدنيا لا تقف بطموح المؤمن عن خير الآخرة الذي لا يعدله شي‌ء في ميزان الله. وقيمة القوة والثراء وكل النعم في هذه الحياة لا تتم ما لم توظف من أجل الآخرة، ولا تكون كذلك ما لم يستعن بها على بناء الذات، وتقويم عوجها، ومعالجة نقصها.

«إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِيالْأَرْضِ وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ سَبَباً [1]» وهو ذوالقرنين. هذه قوةٌ تجسّدها السلطة السياسية الثابتة المتجذّرة، تدعمها قوةُ المال والعلم، والإدارةُ الحكيمة، والعقلُ القادر، والجندُ المطيع. وهي قوةٌ يضعها الإيمان والعلم في صالح الإنسان ويصوغ منها أوضاعاً قويمة، وذاتاً راقية تجد نفسها على طريق كمالها وسعادتها في الدنيا والآخرة.

«وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَالْقُرى‌ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِوَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‌ [2].» هذا التنكير في كلمة «بَرَكَاتٍ» للتعظيم. وهذه البركات المتنزلة من السماء والأرض، والإثراء الاقتصادي وغيره ليس نتيجةً غيبيةً محضةً لمنهج الإيمان والتقوى، فإن هذا المنهج معبّ‌ء بقدرةٍ هائلةٍ على إعطاء هذه النتيجة التي لا تكون إلا بإذن الله. فهناك ترابط بين‌


[1] سورة الكهف: 84.

[2] سورة الأعراف: 96.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست