responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 155

المنهج الإلهي المتنزّل على الإنسان، وبين هذه النتائج، فلا نحتاج إلى أن نذهب إلى أن هذه النتائج تتم لمن طبق هذا المنهج بصورة غيبية، وإنما نفس المنهج قد جُعل من الله عز وجل قادراً على تحقيق هذه النتائج، وإن كان لا يتم شي‌ء في الوجود ابتداء واستمراراً إلا بإذن الله.

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِكَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُالَّذِي ارْتَضى‌ لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناًيَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَفَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ‌ [1]» وعدٌ مقضيٌ من الله العليّ القدير باستخلاف الذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمّة الإسلام، وبجعل وضعهم الأمني مريحاً إلى أعلى درجة، والموضوع لهذا الاستخلاف والأمن الأخذ بمبدأ الإيمان في بعده الفكري والروحي والنفسي وبُعده العملي، وهو موضوع أُعطي طاقة هذا الإنتاج المترتبة بفيض الله ولطفه.

«وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِالظَّالِمِ أَهْلُها ... [2]»

«إِنَّ الَّذِينَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُواكُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِواسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصِيراً» «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لايَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا» «فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُأَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً [3].» حالة الاستضعاف مرفوضة، والاستسلام إليها مرفوض، والمستضعَف يتحمل مسؤولية الخروج من أسرِ هذه الحالة ما استطاع، والمجتمع الصالح يتحمل مسؤولية مواجهة الاستضعاف.


[1] سورة النور: 55.

[2] سورة النساء: 75.

[3] سورة النساء: 97- 99.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست