اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 155
المنهج الإلهي المتنزّل على
الإنسان، وبين هذه النتائج، فلا نحتاج إلى أن نذهب إلى أن هذه النتائج تتم لمن طبق
هذا المنهج بصورة غيبية، وإنما نفس المنهج قد جُعل من الله عز وجل قادراً على
تحقيق هذه النتائج، وإن كان لا يتم شيء في الوجود ابتداء واستمراراً إلا بإذن
الله.
«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِكَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُالَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناًيَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَفَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ[1]»
وعدٌ مقضيٌ من الله العليّ القدير باستخلاف الذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمّة
الإسلام، وبجعل وضعهم الأمني مريحاً إلى أعلى درجة، والموضوع لهذا الاستخلاف
والأمن الأخذ بمبدأ الإيمان في بعده الفكري والروحي والنفسي وبُعده العملي، وهو
موضوع أُعطي طاقة هذا الإنتاج المترتبة بفيض الله ولطفه.