responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 108

عند الله سبحانه و تعالي لو استقام، وأن يعرف ما عليه من شكر الله سبحانه و تعالي، وما يتحمّلُهُ هذا المخلوق من مسؤولية ضخمة، وقد سُخّر له ما في السماوات والأرض من خلق الله. من يتحمل أمانة مدرسة صغيرة غير من يتحمل أمانة إقليم، ومن يتحمل أمانة إقليم غير من يتحمل أمانة الأرض، قد حُمّلت أيها الإنسان أمانة ما في السماوات والأرض حيث سُخّر لك كلّ ذلك.

وهناك موقع كبير للإنسان على مستوى الاستعداد، وقد يخسره بالانحراف عن خط الله. وهناك موقع كبير فعليّ يمكن أن يتمتع به حقّاً وليس له إلا مقياسٌ واحدٌ يجده في الآية الكريمة.

«يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَلِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‌ [1]» فمن لا تقوى له يخسر كلّ الكرامة الفطرية، ومن كان أكثر تقدّما في التقوى كان الأكرم، فالإنسان وهو مؤهل إلى أن يكون المخلوق الكريم فعلًا عند الله يمكن أن يخسر كلّ أسباب الكرامة، ويخسر كلّ استعداداته وقابلياته لتبوّء هذا الموقع بل ينقلب في شأنه إلى أن يكون وقوداً من وقود النار.

ب- في النظرة الماديّة:

التصوير الأول‌

الإنسان في أحد تصويريه في النظرة المادّية سيدٌ مطلق، حرٌّ في تصرفه، لا يعبُد أحدا، ولا يخضع لأمر أو نهي. يتصرف في أشياء الكون بلا ضابطة، حكمه فوق كلّ حكم، رأيه فوق كلّ رأي، سيادته فوق كلّ سيادة.

لكن نقول هذا السيد المطلق في التصوير الماديّ ولادته من غير إذنه، موته من غير إذنه، تقدير حجمه، تقدير عقله، تقدير نفسيته، صورته، مستوى استعداداته ليس بإذنه. يأتي قويّاً ويأتي ضعيفاً، يأتي ذكياً ويأتي غبيّاً، يأتي‌


[1] سورة الحجرات: 13.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست