responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 107

الأنواع بعد الملائكة، فتكريم الإنسان عليه تكريمٌ له على سائر تلك الأنواع.

«وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِيآدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَالطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى‌ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا[1]» الآية الكريمة تثبت تفضيل الإنسان على كثير ممن خلق الله عز وجل تفضيلًا، وهناك نقاش في تفضيل الإنسان على الملائكة وعدم تفضيله عليهم بحسب استعداداته وقابلياته.

وتفضيل الإنسان على الملائكة في النّتيجه إنما يكون لو استقام على الدرب، وكان العابد لله عز وجل، وتمشّت إرادته في ضوء إرادة الله شعوراً وسلوكاً، ولا يقول أحدٌ على الإطلاق بأن الفاسق- فضلا عن الكافر- من الناس أفضل من المَلَك فإن مَقرَّ هذا الفاسق ما لم يرحم اللهُ هو النار، والمَلَكُ حظّه الجنة. فإذا كان تفضيلٌ لنوع الإنسان على الملك نتيجةً فيتم ذلك عبر النموذج الإنسانيّ الرّفيع من مستوى الرسل والأنبياء والأولياء العظام.

«أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّاللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ أَسْبَغَعَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً ... [2]» تسخير ما في السماوات والأرض للإنسان يعني موقعاً متقدماً أُعطي لهذا الإنسان من قبل الله سبحانه و تعالي. نحن مسخِّرون بدرجةٍ ما للحشرات والديدان، فإن الحشرات والديدان تأكل على موائد الإنسان وجهوده، وهناك نباتٌ يقوم بجهود الإنسان، وحيوانٌ يُرعى برعاية الإنسان، لكن أن يُسخَّرَ ما في السماوات وما في الأرض للإنسان فهذا ما انفرد به من فضل الله سبحانه و تعالي.

«اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُالْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِوَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِيالْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ‌[3]» وليكن من هذا التفكر أن يعرف الإنسان موقعه وقيمته‌


[1] سورة الإسراء: 70.

[2] سورة لقمان: 20.

[3] سورة الجاثية: 12- 13.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست