اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 93
المصنوعات كلّها، ليس من أصل شيء
إلا محض قدرته، وإطلاق إرادته، والمادة التي صنع منها العالم لم تأت من فراغ بلا
فاعل، ولم تكتب لنفسها الوجود، وإنما أوجدتها القدرة المطلقة والوجود الحق الغني
عن الإيجاد" [1].
الدليل الثالث: الحدوثُ والفقرُ
" عن الإمام علي عليه السلام:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ ...الدَّالِّ عَلَى قِدَمِه بِحُدُوثِ خَلْقِه، وبِحُدُوثِ خَلْقِه عَلَى وُجُودِه-إلى أن يقول:- مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الأَشْيَاءِ عَلَى أَزَلِيَّتِه، وبِمَاوَسَمَهَا بِه مِنَ الْعَجْزِ عَلَى قُدْرَتِه، وبِمَا اضْطَرَّهَا إِلَيْه مِنَالْفَنَاءِ عَلَى دَوَامِه» [2] .. أيها
المؤمن، أيها العبد لله ..
أمام الإنسان عالمٌ قائمٌ شاخصٌ،
يجعله يسأل أهذا العالم حادث أو قديم؟ حادث، بمعنى: أنه لم يكن ثمَّ كان، وقديم،
معناه: أنه لم يسبِقْه وجود، ولا عَدَم، على الإطلاق [3].
ولكنَّ أشياء الكون في تغيّر دائم،
ولا شيء منها يحتفظ بوجوده، أو بحال يثبت عليه، وما ذلك إلّا لأنه لا يملك ذاتَه
ولا أيّ حالٍ من أحواله [4]، ولحاجته لمن سواه ممن لا
يُشاركه فقره. وما كان كذلك لا يكون قديمًا لأنَّ القديم بالمعنى المتقدِّم لا
يكون إلا غنيًّا بذاته، ومن كان غنيًّا بذاته، قادرًا بذاته، عزيزًا بذاته وليس
أحدٌ مثلَه يُؤثِّر ولا يتأثّر، يُغيِّر ولا يتغيّر.
وحدوثُ الخلق بمعناه الذي سَبَقَ،
دليلٌ لا مراءَ فيه على حاجته إلى الخالق، وأنَّه من صنعه وعطائه.
[1]. خطبة الجمعة (271) 20 محرم
الحرام 1428 ه-- 9 فبراير 2007 م.