اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 94
وفناءُ الخلائق وهو أمرٌ مشهود
للإنسان، واستمرار الكون وحركته، وتَجدُّد الأحياء دالٌّ هو الآخر على دوام
المدبِّر الحيِّ القادر العليم الحكيم الخارج عن طبيعة هذه الأشياء وعن حدّ
الإمكان الذي يحكمها.
ويَستَدِلُّ الْإمام الصّادقُ عليه
السلام على الله سبحانه بوجود نفسه [1]، لما
سُئِل: ما الدليل على أن للعالم صانعًا؟ جاء جوابه كما جاء عنه عليه السلام: مَا
الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعاً؟ جَاءَ جَوَابُهُ كَمَا جَاءَ عَنْهُ
عليه السلام: «أَكْثَرُ الأَدِلَّةِ فِي نَفْسِي [2]،لأَنِّي وَجَدْتُهَا لا تَعْدُو أَحَدَ أَمْرَيْنِ [3]:إِمَّا أَنْ أَكُونَ خَلَقْتُهَا وَأَنَا مَوْجُودٌ، وَإِيْجَادُ الْمَوْجُودِمُحَالٌ [4]. وَإِمَّا أَنْ أَكُونَ خَلَقْتُهَا وأَنَامَعْدُومٌ [5]؛ فَكَيْفَ يَخْلُقُ لا شَيْءٌ[6]؟ فَلَمَّا رَأَيْتُهُما فَاسِدَتَيْنِ مِنَ الْجِهَتَيْنِجَمِيعاً، عَلِمْتُ أَنَّ لِي صَانِعاً ومُدَبِّراً»
[7].
الإنسان لو افترض أنه أوجد نفسَه
يأتيه هذا السؤال: أَوْجَدْتَ نفسك حين هي موجودة، أو حين هي معدومة وأنها لا
شيء؟ ولا يوجد فرض ثالث.
لكن كيف يُوجِدُ الموجودُ نفسه،
بينما الموجود يستحيل أن يُوجَد، ولا موضوع لأن يوجد بعد أن كان وجوده مفروغًا
منه.
وفَرْضُ أنَّ النفس أوجدت نفسها في
حال كونها معدومة، يردُّه أنَّ ما هو لا شيء، وعَدَمٌ محض لا يملك أن يخلق شيئًا.
[1]. أي نفس الإمام الصادق عليه
السلام. «منه حفظه الله»
[2]. أجدُ أن أكثر الأدلة في
نفسي، أجد أن أكبر الأدلة والدليل الحاضر في نفسي. «منه حفظه الله»
[3]. نفسك، ونفسك، أشرف نفس،
وأخسّ نفس لا تخرج من أحد فرضين. «منه حفظه الله»
[4]. أنت موجود الآن، يمكن
إيجادك مرّة ثانية؟! وأنت في حال كونك موجودا هل يمكن إيجادك؟! «منه حفظه الله»
[5]. يوم أن كنت معدومًا خلقت
نفسي من عدمي! «منه حفظه الله»
[6]. الذي هو لا شيء كيف يخلق
غيره وكيف يخلق نفسه؟! عدم! «منه حفظه الله»
[7]. روضة الواعظين للنيسابوري:
31. رأيت كلّ من الفرضين الذين فرضتهما وجدتهما باطلا مستحيلا غير منتجَين، فمن
بطلانهما لا يبقى إلا أنّ نفسي قد أوجدها غيري، وهذا الغير لا يمكن أن يكون مثلي
في فقر الذات. «منه حفظه الله»
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 94