responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 92

الإيمان، إما أن نتعامل معه التعامل المطلوب فيتثبّت هذا الرصيد وينمو ويتركّز وينتشر نوره في أقطار النفس كلّها، ويتحوَّلَ إلى حالة صحوة ويقظة دائمة.

والفرض الآخر أنَّ رصيد الفطرة لا نتعامل معه التعامل المطلوب، ونتنكّر له، ونسلك مسلكاً على خلاف مقتضاه وهداياته، وحينئذ يضمر صوت الفطرة، يخفت نورها في النفس، تأخذ في الاختفاء، يصيبها اضمحلال في الظهور والتجلِّي، وحينئذ تكون الحالة السائدة الظاهرية في النفس هي حالة الكفر. فلا غواية إلا ومبتدأها الإنسان، الهداية مبتدأها فيض الله، وتنمو بتربية الله وتوفيقاته، أما الغواية فتبدأ من تمرّد في داخل الإنسان، وتنكُّر في داخل الإنسان لرصيد الهدايات الأولية الموهوبة له من الله سبحانه وتعالي.

وتقول الكلمة عن عليٍّ عليه أفضل الصلاة والسلام: «وَكلّ صَانِعِ شَيْ‌ءٍ، فَمِنْ شَيْ‌ءٍ صَنَعَ، واللَّهُ لَا مِنْشَيْ‌ءٍ صَنَعَ مَا خَلَقَ‌» [1] .. الأرض تصنع الصاروخ، تصنع القمر الصناعي، الأرض لها مصنوعاتها الكثيرة، ولكن ليس من شي‌ء من مصنوعات الأرض جاء من فراغ على الإطلاق، جاء من مادة يسّرها الله، ومن عقل خلقه الله، وإرادة وهبها الله تبارك وتعالى، وهدايات وتوفيقات خاصة. الشي‌ء الذي أُكرِّره ويتحدّى العالم كلَّه هو أنّه فليمتحن العالم نفسه بكلّ علمائه وقدراته وطاقاته ومواهبه بأن يحاول أن يزيد هذا العالم ذرّة من لا شي‌ء، حبّة رمل من لا شي‌ء، يستحيل كلّ الاستحالة على كلّ هذا العالم أن يخلق خلقاً جديداً لا أصله له. «وَكلّ صَانِعِ شَيْ‌ءٍ، فَمِنْ شَيْ‌ءٍصَنَعَ‌» [2].

«وَاللَّهُ لا مِنْ شَيْ‌ءٍصَنَعَ مَا خَلَقَ» [3]، الله وحده هو الذي صنع هذه‌


[1]. التوحيد للصدوق: 41 ح 3. رَواهُ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام.

[2]. التوحيد للصدوق: 41 ح 3.

[3]. التوحيد للصدوق: 41 ح 3.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست