responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 38

نفسُه إلى حاضرٍ أو مستقبلٍ لا بدَّ له من الاعتماد على مالكٍ قدير عليم حكيم رحيم ضامن له ذلك الخير مطلقًا أو بشرط وإلّا بقي محكومًا لقلقه واضطرابه وفزعه.

والمالك القدير العليم الحكيم واحدٌ لا ثانيَ معه، ولا شريكَ له وهو الله العليُّ الكبير.

فمن لم يعرف الله عزوجل لم يكن له سبيلٌ لأنْ يتخلَّص من القلق في هذه الحياة، ويجدَ ما يدفع عنه الاضطراب، ويُوفِّر له الطمأنينة التي فيها راحته‌ [1].

ولذلك يهرب إلى ألف طريق معوَجّ، ويتعلق بألف وسيلة مدمِّرة كحالة السكر في طلب الطمأنينة التي يحتاجها [2]، وهو فيما يأخذ به من هذه الطرق والوسائل يُفسد نفسَه ويضرّ بمن حوله ويُعكِّر جوّ الحياة، ولا يوصله إلى ما طَلَبَه، وإنما يأخذ به إلى الغفلة والسُّبات الذي يُعقبه أسفًا فوق الأسف" [3].

الحاجةُ الثّانيةُ: الاهتداءُ إلى الغايةِ

الأكل والشّرب والمأوى واللباس والنكاح وكلّ ما ماثل ذلك وما هو من مقدّماته من علم وعمل أسبابٌ تُطلب لبقاء الحياة، وفيها لذائذ لا بقاءَ لشي‌ء منها بعد موت؛ فإن لم تكن حياة بعد الموت فلا غايةَ لهذه الحياة.

فلا يمكن الإيمانُ بغاية لحياتنا التي نحياها حاضرًا في غياب معرفتنا لله سبحانه القادر على إعادة الحياة لمن قد ماتَ والتصديق بوعده بهذه الإعادة، والحياةِ الأخرى التي لا انقضاء لها، وهي حياةٌ ذات سعادة أبدية


[1]. وليطلبها من كلّ الأسباب فإن الأسباب كلها لا تُعطيه هذه الطمأنينة. «منه حفظه الله»

[2]. لا يحمي من ذلك مال ولا جاه ولا أي شي‌ء آخر، يصطدم بأمور، بتحديات، بمآزق لا يجد منها مخلصا من شعوره باليأس مهما كان، وهنا تبرز الحاجة لله عزوجل بشكل جليّ. «منه حفظه الله»

[3]. خطبة الجمعة (590) 21 ربيع الآخر 1435 ه-- 21 فبراير 2014 م.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست