اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 37
الفصل
الثّالث: الحاجة إلى معرفةِ الله تعالى
وإليك وجوهاً من وجوه الحاجة إلى
معرفة الله سبحانه:
الحاجةُ الأولى: طمأنينة
الإنسان
فَقْدُ الإنسان الطمأنينة فَقْدٌ
للراحة في الحياة، واضطراب لها، وتقويض لما لها من هناءات.
ولو طَلَبَ الإنسان لنفسه
الطمأنينة من نفسه وهو الفقير ذاتًا، والمحدود ذاتًا أو من غيره- وكلُّ غيره من
دون الله سبحانه واقعٌ في أسر المحدودية، والفقر في ذاته، والحاجة في كلّ أمره
وفعله وما لَه من حولٍ إلى ربّه القادر العليّ العظيم- لما كان له أن يجد شيئًا
ولو قليلًا من الطمأنينة التي يطلبُها، وكان طلبُه لها من عند غير الله وهمًا
وسُخْفًا بعد أن يكون كلّ من عداه سبحانه وما عداه ليس له في نفسه من الملْك في
نفسه شيء، ولا يملك فعلًا مستقلًا [1].
فلكي يطمئنّ عاقلٌ ملتفت
[2] إلى خير من خير الدُّنيا أو الآخرة، وتستريح
[1]. إذا كان كلّ من عدا الله
وما عداه صفراً على الشمال، كان كلّ شيء من دونه عدما في نفسه، فالاتكال عليه،
واللجأ إليه، والاستعانة به عند عاقل لا تجوز. «منه حفظه الله»