responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 349

[أولا]: قيد الشفعاء:

تقول الآية الكريمة: (وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى‌) [1]. فلا بدّ من درجة من الطاعة وإخلاصها لتأهيل العبد تأهيلًا خاصّاً لأن يكون شفيعاً عند الله مرضيا عنه رضا يمنحه هذه المنزلة، فوصول درجة الشفاعة بأن يكون للشخص شأن الشفاعة يحتاج إلى تأهيل، وليس من تأهيل للعبد عند الله إلا عبر الطاعة وإخلاصها.

ثم إنّ مراتب الشفاعة مختلفة، فالشفيع بدرجة قد لا يكون شفيعا بدرجة أخرى؛ إذ قد تختلف مراتب الشفاعة من حيث العدد ونوع المعاصي ودرجات الجنة، كما تختلف منازل الشفعاء ودرجة قبولهم من الله، فكلّما كان العبد أرضى لله سبحانه وتعالي كلما كانت دائرة شفاعته، وعمق شفاعته، والرفعة المترتبة على شفاعته أكبر.

(يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا) [2]، هذه الآية الكريمة تضع كذلك قيدا على الشفعاء وأن الشفيع لا بدَّ أن يكون ممن رضي الله عنه ورضي له قولا حتى يُعطى منزلة الشفاعة، (وَ لا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ) [3].

والقول الذي يرضاه الله سبحانه وتعالي، هو: القول بالحق، والشّهادة بالحقّ والقول بالحقّ، هما: القول بالتوحيد، والشّهادة بالتّوحيد.

والشّهادة بالتّوحيد: شهادة فكر وقلب وعمل، (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ) [4].


[1]. النجم: 26.

[2]. طه: 109.

[3]. الزخرف: 86.

[4]. الزخرف: 86.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست