اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 348
فنفهم من كلمة:
(إِلَّا بِإِذْنِهِ)، أنّ الشفاعة تبعية، وليست استقلالية، ولا
يملك منها الشفيع في الأصل شيئا أبداً، وإلا لما احتاج إلى إذن الله.
ونقرأ للنفي المقيد قولة تبارك
وتعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ
الْأَمْرَ)[1] الله خالق لكل شيء، ومدبّر لكل شيء، وليس
لغيره شيء أصلا، يستند إليه ويضغط به، (مَنْ ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)[2]، فالآية
الكريمة لها ما لسابقتها من مضمون ينفي الشفاعة الاستقلالية ويثبت الشفاعة
التبعَّية" [3].
قيود الشّفاعة
" ثبت عندنا سابقا أن الشفاعة
في الأصل ليست إلا لله وحده، وهذا واضح عقلا ونقلا، كما ثبت قرآناً أنَّ الله
عزوجل يهب لمن يشاء مقام الشفاعة بإذنه، تفضّلا وتكرّما، وإظهاراً لشان الشفيع
عنده سبحانه، من حيث صدق عبوديته، وخالص طاعته، والشفاعة من هذا المنطلق، لا يمنع
منها العقل أبدا، أما الشفاعة وإن كانت تبعية، إذا كانت من منطلق الضغط عليه
سبحانه، وإلجائه، فهو منزه عنها، لتفرُّده بالخلق والملك والعلم والتدبير، وانتفاء
أيّ حول أو طول عن غيره إلا من جهته وبعطائه، ولغناه تبارك وتعالى وكماله المطلق
الدائم" [4].
و" صحيح أن الله سبحانه
وتعالي يعطي الشفاعة التبعية لبعض عباده، ولكن هل هذه الشفاعة التبعية ثابتة
مطلقا؟ أو أن عليها قيودا؟
الشفاعة التبعيّة لغير الله سبحانه
وبإذنه تواجه أكثر من قيد: