responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 350

[و] هناك تفسير يذهب إلى أنهم يعلمون بحال المشفوع له، وأنّه ممن يرضى الله تبارك وتعالى أن يشفع له، النّبي الذي يشفع لشخصٍ، مطلوب فيه أن يعلم أنّ هذا الشخص ليس من المطرودين عن رحمة الله، وليس ممن لا يرضى الله سبحانه وتعالي التشفّع فيهم، وهذا المعنى صحيح كلّ الصحة وإن كان سياق الآية قد لا يميل إليه، وليس المقام مقام الشرح، إلا أننا قد لا نفقد نصوصا أخرى بهذا المعنى.

وكما أنّ الشفيع له قيده وأن ليس كلّ شفيع مقبول الشفاعة، وإنما الشفيع المقبول هو من رضى الله له قوله، ومن شهد بالحق، وممن كان له عند الله عزوجل مقام من خلال توحيده وطاعته وعبادته؛ فكذلك المستشفع له يواجه تقييداً، فليس الكل داخلًا تحت الشفاعة.

[ثانياً]: قيد المستشفع له:

[قال تعالى‌]: (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى‌ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [1]، ويُستظهر من الآية الكريمة ما عليه الشفعاء من مقام عظيم في طاعة الله، وعلم جمّ، وأدب رفيع في دعائهم وتوسُّلهم، فقد أعطوا علماً يُميزِّ لهم من يرتضي الله، ومن لا يرتضي، وأدباً يمنعهم من أن يَسألوا الشفاعة له من ربهم سبحانه لمن لا يرضى، وهم مع ذلك خائفون أن يخرجوا في دعائهم وشفاعتهم عن حدِّ العبودية.

هذا النصّ كاف لإثبات أن الشفيع لا يشفع لكلّ أحد، إنّما يشفع لنفرٍ ممن يدخلون تحت موافقة الله سبحانه وتعالي بأن يُشفع لهم، فالشّفاعة أولًا وأخيراً بإرادة مستقلةٍ من الله سبحانه وتعالي.

فشرّق، غرّب، اطلب وسيلة إلى النجاة من غير أن تقصد الله أولا فلن تجد.


[1]. الأنبياء: 28.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست